جميعنا يعلم أن التعلم والتعليم من أهم الوسائل ليرتقي الكائن البشري بذاته إذ لايمكن للإنسان أن يطور نفسه.
وعقله إلا بتعلم شي جديد وامتلاك مهارات متجددة تمكنه من التعايش الجيد مع المجتمع والمحيط الذي حوله، فالناجح تلقاه دائماً متجدد ومتطور في جوانب حياتية كثيرة له.
ومما لاشك فيه أننا نعيش فترة زمنية مختلفة تعددت فيها وسائل التعلم والتعليم فمنها المباشر ومنها غير المباشر والذاتي والإلكتروني وغيرها.
ومن هنا تختلف أماكن التعليم المتخصصة كالمدراس النظامية والجامعات في التعليم العالي وغيرها عن بقية صور التعلم والتعليم الآخر كونها رسمية ومعدة لتهيئة المتعلم فيها بشكل رسمي بحيث يستحق بعد اجتيازه لمستوياتها المختلفة للحصول على شهادة تؤهله لنيل فرصة أفضل فيما بعد.
ولهذا يبقى هذا النوع من التعلم والتعليم هو الأهم في مختلف أنحاء العالم ويحظى باهتمام بالغ عن غيره.
ومن هنا تأتي أهمية تهيئة الطلبة بشكل جيد لتتم تلك العملية التعليمة بنجاح ويتحقق بها ما تم استهدافه فيما ينفع الطالب والمعلم على حد سواء.
ولعل أبرز ما يواجهه المربون من الوالدين والمعلمين على حدّ سواء انعدام الرغبة الجادة لدى بعض الطلبة في التعلم والتذمر والتشكي المستمر من ضرورة الالتزام بذلك البرنامج التعليمي وتحقيق أفضل النتائج، ولعلنا نسلط الضوء حول بعض مايتعلق بهذه الإشكالية التعليمية.
برأيي أن من أبرز أسباب كره بعض الطلبة للمدرسة:
1. بعض الأحيان عدم الدخول لمرحلة تمهيدية تسبق الالتحاق بالتعليم النظامي فلايحدث نوع من التأقلم لعالم التعليم الجديد بالنسبة للطالب.
2. التعرض لمواقف أو أحداث مزعجة بالنسبة للطالب تؤدي لعزوفه عن الجدية في التعلم وربط تلك الأحداث بمكان التعليم.
3. رهن علاقة الوالدين مع ابنهم الطالب بمستواه الدراسي بشكل كبير.
4. غياب الوعي الكافي لدى الطالب حول مايقوم به من التعلم وفضل العلم وطالبه يجعل من مهمته التي يقوم بها من غير معنى واضح بالنسبة له.
5. أسلوب التعامل غير الجيد مع الطالب والطريقة التربوية الخاطئة الممارسة مع الطالب من قبل المعلمين والإداريين داخل المدرسة يولد شعوراً سلبياً تجاه تلك المدرسة.
6. الشعور بالمستقبل المجهول والضائع أحياناً في ظل ارتفاع نسبة البطالة يولد الشعور بخيبة أمل كبرى وضعف الرغبة في التعلم وطلب التفوق أحياناً.
7. تدني مستوى البرامج والأنشطة اللاصفية أو غيابها أحياناً يجعل من هذا المكان –المدرسة- مبعث للملل والروتين الجامد.
8. العشوائية والفوضوية التي قد ينشأ عليها الطالب داخل أسرته تجعل من ضرورة التزامه بقوانين وأنظمة تحكم تواجده داخل مدرسته قيوداً تسلب منه حريته التي يستمع بها كثيراً.
وأما العلاج فبرأيي يكون من خلال وسائل عديدة منها..
1. تهيئة الطالب منذ البداية لمرحلة تمهيدية ستحدث نوعاً من التأقلم الجيد لعالم التعليم.
2. محاولة الكشف عن أسباب تولد هذا الكره لدى الطالب ستختصر الكثير من المسافات فقد يكون هناك أسباب مزعجة أو مواقف معينة كونت لديه ذلك الكره.
3. ممارسة الدور الوالدي بحكمة تامة وعدم ربط مشاعر الحب والكره والثواب والعقاب بشكل كبير بمستوى ابنهم الطالب الدراسي.
4. تثقيف الطالب وتوعيته وتذكيره المستمر بفضله كطالب للعلم وفضل العلم وأهميته في حياة الإنسان وعرض النماذج الإيجابية عليه تزيد من رغبته وتحفزه نحو التعلم والتميز كذلك.
5. متابعة المعلمين والإدرايين ومحاسبة المقصر منهم وإقامة العدل يشعر الطالب بأنه ثمة أخلاقيات عامة ينبغي الالتزام بها لتكوين علاقات اجتماعية قوية وإيجابية.
6. محاولة تعزيز الطالب المتميز وتشجيع غير المتميز وإقامة البرامج التطويرية يحفز رغبة الطالب في التعلم وخلق الطموح الكبير وتعويده على الإنتاج والإنجاز.
7. الاعتناء بالأنشطة والبرامج اللاصفية وإكسابها صفة التنوع والتجديد وإشراك الطالب فيها يزيد من رغبة الطالب في الحضور للمدرسة وتضفي جواً من المتعة والفائدة.
8. تنشأة الطالب على الانضباط واحترام الأنظمة بشكل عام يجعل من التزامه بقوانين المدرسة أمراً مقبولاً ويسيراً لايتسبب في انزعاج أو تولد الشعور بكبت الحرية كما يعتقد.
9. تطوير المقررات الدراسية بما يلائم المرحلة التعليمية وخصائها ومستجدات الزمن من التطور التقني الكبير.
وبالرغم من وجود مشاعر كره للمدرسة وعدم الرغبة الجادة في الاستفادة مما تقدمه إلا أنه ثمة نماذج إيجابية رائعة تستحق قبلات على الجبين من جمال روحها وعظيم طموحها الذي لمسته شخصياً في الكثيرات ممن درستهن سابقاً من بناتنا وممن أعرف من أبنائنا وللجميع.
أتمنى التوفيق والسداد في مطلع عام دراسي جديد وأقول وطنكم الحبيب وأمتكم الغالية يستحقان منكم الكثير فجدوا واجتهدوا أيها الرائعون.
الكاتب: بلقيس صالح الغامدي
المصدر: موقع آسية